رائعة الجمال, ساطعة البياض فتنة معاوية , تمتمت مع نفسها : بعلي قتله أخوه الشغوف بهواي , انتفاخ بطني بلغ مداه, سأتزوج الملك . تزوجها , بعد شهر من الاقتران استولى على لبه الشك كدوامة وسط رأسه الكبير يسأل نفسه : أيه يا ميسون الفاتنة , مالي والباغية , الفاتنات يملأن الشام .
تراخى وعادت حمرة وجهه إلى البياض , وكلما ارتفعت بطنها دق جرس هواجس أفكاره مرددة : بأية ظلمة تلحفتي, أمع عبد أبيك أم من أخ زوجك الذي قتل بعلك ؟
أتريدين جنينك كمعاوية لا يعلم أباه أهو عمارة بن الوليد أم أبو سفيان بلونه الدميم ؟
نهض من عرشه ومضى مسرعا للقصر , وصل غرفتها وتوقف يلتقط أنفاسه اللاهثة سمع بأذنيه الكبيرتين شديدة السحر والجاذبية تغرد بصوت أنوثتها الطاغية :
اشتاط غضب معاوية فصرخ في وجهها : تشبهينني بالعِلج أيتها البدوية؟ الحَقِي بأهلكِ لا رَدَّكِ الله.
ارتعت مذعورة من صراخه , وخرجت قلبها يخفق من السعادة كطير يرتفع في الهواء وينزل على أرض بادية بني كلب .
مضت شهور فأنجبت طفلا كثيف الشعر لونه كسواد شعره بوجهه حبات كالمصاب بمرض الجدري .